أخبار وتقارير

صحيفة لوموند الفرنسية: عدن تحلم بالانفصال عن اليمن

يمنات – متابعات

قالت صحيفة "لوموند الفرنسية" إن التوتر في جنوب اليمن يتزايد مع انطلاق الحوار الوطني -الذي يعتبره الكثيرون حاسماً لمستقبل اليمن- لكن ،عدن المدينة الكبرى في الجنوب صارت مسرحاً لاشتباكات مستمرة بين الجماعات الجنوبية وقوات النظام، وامتدت أعمال العنف إلى حضرموت، المكلا، ولحج.

وذكرت الصحيفة أن عدن تعيش على إيقاع حركة العصيان المدني، والكل يتساءل عن فرص الاستمرار في الوحدة، على الأقل في شكلها الحالي. 
أربعة رجال من كبار السن يجلسون القرفصاء على الرصيف مفترشين قطعاً من الكرتون ويلعبون الدومينو، نسألهم: "كيف عدن؟".. ينظر أحدهم شَزْراً وهو يفكِّر في الإجابة، متحسساً بأصبعه شامة تحت عينه ويقول: "عدن متعَبة، إنها حزينة، ليس ثمة شيءٌ جيد، عدن تبكي، نحن نلعب معاً منذ طفولتنا، لكننا لم نمر بظرف مماثل من انعدام الأمن، وانتشار الخوف، والصراعات، نحن نريد الانفصال لنعيد بناء وطننا، حينها ستكون عدن أفضل.." بحسب التقرير الذي أوردته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة الى عودة راية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى الظهور على الجدران وأسطح المباني وهي عبارة عن مثلث صغير تتوسطه نجمة، مع ثلاثة ألوان أفقية، إنها تعني الاستقلال؛ لأن "الاستقلال لا رجعة عنه"، كما يهتف بذلك العميد ناصر النوبة باعتباره أحد المؤسسين التاريخيين للحراك المعبّر عن شكاوى الجنوبيين في 2007.
وبحسب الصحيفة ينظر النوبة إلى الحوار الوطني بعين الشك حيث يقول "أنا أؤيد الحوار، لكن على قدم المساواة بين الجنوب والشمال لمناقشة الاستفتاء الشعبي، وحده الشعب هو من سيختار بيننا نحن مؤيدو الانفصال، ومن ينادون بالفيدرالية، لكن الشعب يؤيد الانفصال".
 
رغم أن الحركة الجنوبية دعمت ثورة 2011 التي طالبت بإسقاط نظام علي عبد الله صالح والحفاظ على الوحدة الوطنية، إلا أنها وبرحيل صالح صعّدت من ثورتها الخاصة بها؛ مطالبةً بالاستقلال وفقا للصحيفة.
وهي اليوم مستمرة، يغذيها شعور مرعب بالظلم، حيث تتهم الشمال بخيانة وعود الوحدة اليمنية ومصادرة الأراضي ونهب الثروات الطبيعية والسيطرة على الوظائف العامة، وتتوالى الشكاوى.
ورأت الصحيفة أنه وفي مواجهة هذه الاحتجاجات التي تجتاح ثلثي الأراضي (الجنوبية) الغنية بالموارد النفطية وتتمتع بمنافذ بحرية رئيسية للبحر الأحمر والمحيط الهندي، قامت الحكومة خلال الست سنوات الماضية بقمع الاحتجاجات، قُتل بسبب ذلك المئات من المواطنين. أما الرئيس الجديد هادي، وهو جنوبي ، فقد قام برحلة إلى عدن من أجل التهدئة.
يبدو الوضع دقيقاً، فنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض هو أحد أشرس معارضي الوحدة من منفاه في بيروت، وتتهمه الولايات المتحدة بتلقي دعم مالي من إيران، ويستطيع الاعتماد على عدد كبير من الأنصار في عدن وفي منطقته، حيث يمول جماعات مسلّحة تعمل على إرهاب مؤيدي الحوار، وبغيابه عن النقاشات فلا يجد أي صعوبة في استنكار اتفاق "لا يمثل التطلعات المشروعة للجنوب" وفقا للصحيفة.
أما محمد علي أحمد، العائد إلى عدن في مارس 2012 بعد ثمانية عشر عاماً من المنفى، فقد أكد مشاركته في الحوار الوطني، ويستعد للدفاع هناك عن "الانفصال إلى جانب الزعماء المعتدلين"، وتقول هذه الشخصية السياسية المؤثرة: "لنتوحد من أجل إيصال صوت الشعب"، ويضيف: "لكن لنكن واقعيين، فالسياسة هي فنّ الممكن" بحسب الصحيفة.

زر الذهاب إلى الأعلى